الأربعاء، 6 أغسطس 2008

للوطن العراقي أهمية كبرى ، وتبرز هذه الاهميه في عدد من النواحي يرجع بعضها إلى الموقع ، وبعضها الآخر إلى الظروف الحضارية والاقتصادية ، ويعد بإجماع الباحثين من أقدم مواطن الحضارة الإنسانية التي أعطتها معناها السامي. فقد شعت منه أنوارها الأولى، وخطا الإنسان في مضمارها خطوات واسعة تشهد آثاره العظمى القائمة إلى الآن ما بلغ من روعة وإبداع.
إن الحفاظ على التراث الحضاري العراقي وانتقاله بين الأجيال المتعاقبة هو ضمان تماسك الأمة العراقية ونهوضها بدورها الإبداعي في مجال الحضارة الإنسانية. فالتراث كائن لايمكن طمسه وإغفاله ولايمكن القضاء عليه لأنه التاريخ وهو حصيلة الجدل الطويل عبر تاريخ ممتد امتداد الروح الوطنية.
وبعد، فهذا بحث موجز عن جانب واحد من الفنون التشكيلية هو الخزف وقد تناولت منه ذو البريق المعدني فقط فالمصوغات الفخارية والخزفية قد وصلت إلينا بكثرة هائلة لأنها لاتبلى ، ولا ننسى إنها عريقة في القدم فهي متصلة بحياة الناس اتصالاً وثيقاً منذ دب الإنسان على ظهر الأرض واحتاج إلى مايمسك فيه طعامه وشرابه، ومادته الخام – التراب والماء – وهما موجودان في كل مكان ، كما قد أمدته الطبيعة بالطين الجيد بوفرة حيث يأتي مع فيضان النهر، فكان يحرقه أو يكتفي بتجفيفه في الشمس ليسجل على الألواح منه أحداثه الجارية وعقود المعاملات على اختلافها ومن هنا كانت عناية العلماء بدراستها عظيمة ، وذلك لأنها تعكس تدرج البشرية في سلم الرق
ي .

ليست هناك تعليقات: